/ الفَائِدَةُ : (175) /
04/06/2025
بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / المثوبة والعقوبة على طبقات / المعروف في بحوث المدارس الْمَعْرِفِيَّة الْمُخْتَلِفَة ـ كعِلْمِ : الفلسفة ، والكلامِ ، والتَّفسير ، وعِلْمِ شرح الحديث ـ : أَنَّ للعقوبة والمثوبة طبقةً واحدةً ومَحَلّاً واحداً ، وهو البدن ، والمُدرِك لذلك هو النَّفس . ومعناه : أَنَّ هناك آليَّات للمثوبة والعقوبة على تماس مع البدن ، والمُدرِك للَّذَّات في المثوبة وللآلام في العقوبة هو النَّفس عن طريق تلك الآليَّات. لكن : إِذا رجعنا إِلى بيانات الوحي نجد أَنَّها على طبقات ، فالشيخ الصدوق ـ مثلاً ـ ذكر لها في كتاب الْاِعْتِقَادات نماذج ، وأَكدَّ على الْأَوَّلَين ، منها : 1 ـ النَّعيم والمثوبة الْعَقْلِيَّة . 2 ـ النَّعيم والمثوبة الروحيَّة . 3 ـ النَّعيم والمثوبة النَّفسيَّة . 4 ـ النَّعيم والمثوبة البدنيَّة . وقس على ذلك العقوبة . وبالجملة : إِنَّ للمثوبة طبقات ، فالمثوبة الْعَقْلِيَّة لا تقاس بالمثوبة الرُّوحيَّة بطبقاتها النازلة ؛ فإِنَّ الْعَقْلِيَّةَ أَعلى وأَعظم واخطر ، و كذا المثوبة الرُّوحيَّة لا تقاس بالمثوبة النَّفسيَّة ، كما أَنَّ المثوبة النَّفسيَّة لا تقاس بالبدنيَّة . وعليها قس العقوبة. وإِن شئت قلتَ : إِنَّ للإِنسان مراتب مُتعدِّدة من الكمال والنَّعيم ، فللعقل كمال ونعيم ، وللـرُّوح أَيضاً كمـال ونعيم ، وللنَّفس كذلك كمال ونعيم ، و كذا للبدن كمال ونعيم . وعليها قس العقوبة ؛ فإِنَّها على طبقات أَيضاً . وَمِنْ ثَمَّ قد يُرزق المؤمن الجنَّة الجسمانيَّة كجنَّة الفردوس لكنَّه يصاب بحرمان نفسي ، فلذا ورد في بيانات أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ : أَنَّ مَنْ لم يزر سَيِّد الشُّهَدَاء صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ كان ضيفان أَهل الجنَّة وليس له مأوى فيها ، وهذا نوع من عدم الكمال والفيض النَّفساني . وكذا ورد في بياناتهم صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ : أَنَّ مَنْ كانت عادته تَأْخِيرُ صلاة العصر حتى تصفر الشمس كان موتوراً في الجنَّة ، بمعنى : ليس له مأوى في الجنَّة ، فيصير كَلّا ً على أَهلها ، وهذا عذابٌ نفسيٌّ . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ